أسباب تعلّق الأب بابنته والعكس

By

سعى الباحثون كثيرًا الى إكتشاف سرّ العلاقة التي تجمع بين الأب وإبنته وأسباب تعلّق الأب بابنته والعكس ، هذه العلاقة اللغز التي تبدأ بحب بينهما ، ثم تمرّ بمرحلة من الفتور والتوتر ، لتعود وتقوى مجدداً.

يوجد العديد من المراحل البيولوجية والطبيعية التي تمرّ بها العلاقة بين الأب وابنته، التي يحكمها كمّ هائل من الألغاز . تارةً نجد أن النبت تعشق والدها وتارةً أخرى تكره تصرّفاته وتتمنّى لو أنّه لم يكن والدها . علاقة تتبدّل وتخضع للكثير من التقلّبات لترسو على برّ الأمان بالنهاية.

لذلك نقدم لك اليوم ، أسباب تعلّق الأب بابنته والعكس وأبرز المراحل التي تمرّ بها هذه العلاقة:

منذ ولادتها ، تكبر الفتاة وسط جوّ أنثوي، وتكون محاطة بالممرضات والنساء المطّلعات على الولادة وكيفية الاهتمام بالطفل. فتعد الطفولة مرحلة الحبّ والاعجاب لوالدها ، حيث لا ترى سوى والدها ، الرجل الوحيد ، حيث يكون الرجل الاوّل بحياتها وهذا ما يبرّر عشقها له.

بعمر الثلاث سنوات تطور الفتاة بنفسها “عقدة أوديب” ، التي تتمثل بحبّها غير المحدود لوالدها ، فتلجأ لإتباع كلّ الوسائل المتاحة لتغري الأب وتجعله يحبها من أكثر شخص في العالم وحتى انها توقع به بهدف احتلال مكانة أمّها. في هذا الاطار ،  ينصح علماء النفس الأم ، بألا ترد على تصرّفات إبنتها ، ففي هذه المرحلة لا تكون الطفلة واعية لتصرّفاتها.

بعد مرور هذه المرحلة ، تعيش الفتاة مرحلة رؤية الأب البطل . كلّما إزدادت لقاءات الأب بإبنته ، كلّما زاد تعلّقها وإعجابها به . بالإضافة الى ذلك ، يزيد تقديرها له بحيث يصبح بطلها والرجل الأوّل في حياتها وتعيش فترة أن والدها هو أفضل رجل في العالم ن ولا يمكن لأي شيء أن يزعزع هذه الفكرة. مع مرور الوقت ، ستكتشف الفتاة أنّها تحبّ والدها لكنّها ليست مغرمة به.

وفي مرحلة ما قبل المراهقة، يلعب الأب دور مهم في تكوين شخصية إبنته ، حيث إنه يعلّمها كيف تكتسب الثقة بنفسها ، كيف تواجه الآخرين والمجتمع كما انه يساعدها على بناء شخصيتها وتطويرها ونموها بحسب نظرة والدها لها. كما انه يكون مصدر سند لها ولجوئها لاتخاذ القرارات والخيارات المختلفة. كما يؤثر وجود الأب في المنزل أو غيابه بشكل كبير على حياتها المستقبلية.

عندما تبلغ الفتاة مرحلة المراهقة ، يستمر إعجابها بأبيها . هنا على الوالد أن يكون مسؤولًا وناضجًا بكفية التعامل مع ابنته لكي لا تنشأ علاقة غير صحية بينهما ولتفادي ارتباكها في علاقتها به.

كلّما نمت السابة في المراهقة وإكتشفت هويّتها أكثر ، كلّما تتبدل أولوياتها وتتغير، بحيث لا يعود الأب هو البطل . كما يشير علماء النفس أن علاقة الأب بالامّ تؤثّر على علاقات الفتاة المراهقة العاطفية ، فتميل الى التمثل بعلاقتها ببعضهما والمشاعر الجميلة التي يكنّانها لبعضهما في مراحل حياتها المختلفة، هذا ما يكسبها مزيداً من الثقة بصورتها كإمرأة وتجعلها تحسن إختيار الشريك في المستقبل.

خلال هذه المرحلة ، تتطوّر فيها الفتاة لتصبح مشروع إمرأة ناضجة وتبحث عن هويّتها الخاصّة وتبتعد أكثر فأكثر عن أبيها . وتعتبر هذه المرحلة صعبة على الأب أيضًا ، ويعيش صدمة وخيبات أمل ، بعد أن إعتاد على تقرب ابنته منه وتعلقها به وحبها الكبير له ، فمن الصعب تقبل ابتعادها عنه. كما تصبح الأم المرجع الأول للشابة.

3 – مرحلة النضوج: عندما تصبح الابنة أمّاً

بعد مرحلة المراهقة ، بعد أن تحصل على حبيب ، أو تترك المنزل بهدف العمل أو العلم ، بعد ان تبلغ مرحلة النضوج ، يعيش الأب سلسلة جديدة من التحدّيات. يعيش الأب مرحلة من الحزن بالإضافة الى فرحه الكبير ، عندما تخطط ابنته للزواج ، حيث يتقبل واقع انها أصبحت كبيرة ويوجد رجل غيره في حياتها ، سيشاركها كل المراحل المستقبلية.

في الأخير ، يصبح الأب هو الجد والإبنهة هي الأمر بدورها!

شاركونا رأيكم

هل أحببت المقال أو لديك تعليق؟

الأخبار الرائجة