يطلُّ أوتيل دو كريون Hotel de Crillon في باريس على ساحة الكونكورد الشهيرة عالميًا، وقد رسمت لمسات الحداثة الفنية ملامح هذه التحفة المعمارية ذات التاريخ العريق، الذي يعود إلى القرن الثامن عشر.
يضمّ أوتيل دو كريون 124 غرفة وشقق فاخرة سويت ومنها عشر شقق فخمة . لذلك ، سنأخذكم جولة على بعض أقسام الفندق الفخم:
شقَّة ماري أنطوانيت
تعلمت الملكة ماري أنطوانيت العزف على البيانو بين جدران هذه الشقَّة ، التي أصبحت تحمل اسمها في الفندق اليوم. كانت قصَّة الملكة ماري أنطوانيت وشخصيَّتها المثيرة للجدل نقطة انطلاق مصمِّمة الديكور اللبنانية الأصل ألين أسمر دامان ، والتي أوكلت لها مهمَّة تصوّر ديكور الشقة الجديد.
تعتبر الأنوثة بارزة في خيارات هذه الشقَّة، ومن أبرزها: أقمشة الحرير والمخمل باللون الرمادي – الزهري، الذي يضفي شيئ من الحداثة والعصرية الى الديكور، الذي يُحافظ على الرموز القويَّة الحاضرة بالقصور الإفرنجيَّة خلال القرن الثامن عشر، في الوقت ذاته. كما تبرز المنحوتات الجداريَّة وثريات الكريستال والأرضيَّة الخشب والسجاد والمرايا ، بينما تصميم التخت فهو مستوحى من تخوت الملوك الأوروبيين.
شقَّة الدوق دو كريون
غاصت المصمِّمة المبدعة ألين أسمر دامان، لدى تولِّيها تصميم شقَّة الدوق دو كريون في التفاصيل المتعلِّقة به. فهو من اشترى الفندق عام 1788 ولكنه لم يقطن فيه طويلًا، بسبب اندلاع الثورة الفرنسيَّة عام 1789. وقد تمكنت المصمِّمة من المحافظة على عدد من الرموز التي تُذكِّر بطبقة الدوق الأرستقراطية ، تحديدًا في الصالون ذي السقف المذهب و المنحوت، فضلًا عن إطارات النوافذ والأبواب المصنوعة من الخشب المطلي بالذهب.
واستعانت ألين أسمر دامان بنحاتة البرونز إنغريد دونات، الشهيرة في باريس، لتصمم كونسول من البرونز خصِّيصًا لهذه الشقَّة ، بالإضافة الى مجسَّم نمر ووجه رجل. وجاء ديكور غرفة النوم خاليًا من أي زخارف والجدران مكسوَّة بالخشب. ويسود داخل الحمَّام الرخام البنِّي الفخم، الذي يتناغم مع لون الحنفيات والإكسسوارت الأخرى.
بار السفراء
أشرف المصمِّم الأرميني شاهان مينسيان على أعمال تحديث ديكور غرفة بار السفراء في الفندق. يشيع سقف بار السفراء انطباعًا بأنَّه مفتوح على السماء، للوهلة الأولى وتتدلى منه ثريات مزدانة بسلاسل مذهَّبة وبحبيبات من الكريستال. وقد غُطِّيت الجدران بالرخام المموَّج، أمَّا الكنبات والكراسي فيه، فهي مشغولة من أقمشة فاخرة، تحديدًا من المخمل المحفور، وتضم الجلسة طاولات دائرية الشكل قوائمها من البرونز و سطحها من العقيق.
وقد حرص هذا المصمِّم على أن يغني هذا المكان بقطع الديكور المصنوعة من البرونز وأباجورات بقواعد برونز منحوتة بالإضافة الى آلة البيانو، لإضافة المزيد من الفخامة والرقي الى المكان.
حوض السباحة المذهَّب
عندما قرر القيِّمون على الفندق بناء حوض للسباحة وسبا ، واجهوا تحديّ كبير، حيث كان أوتيل دو كريون بحاجة ماسة لهما لكي يحصل على تصنيف بالاس أو قصر. تم حفر، على عمق 541 متر مربع تحت الأرض، لبناء المسبح وقد جاءت النتيجة بمستوى التحدِّي الضخم.
أوكلت مهمَّة تصميم ديكور حوض السباحة للمصمِّم تريستان أوار ، الذي قام بتزيين الأرضية بـ177.600 قطعة ذهب، شبيهة بحراشف الأسماك وغطى الجدران بلوحة منقوشة تتخلَّلها كريات مذهبة، من توقيع دار بيتر لان الأمريكيَّة.
وتعتبر خطوط السبا واضحة مع طغيان اللونين الأبيض والرمادي، وحيث نوافذه تطلُّ على حديقة الفندق. من أجل مضاعفة الشعور بالفخامة، اختار شاهان ميناسيان الفولاذ المذهب لجدران غرفة السبا، وحيث تتخلَّلها أعمدة فولاذ تبرز من ورائها أغصان شجرة، تنعكس جاذبيَّة بفضل الأسلوب المحكم بالتلاعب بالإضاءة الجداريَّة.