الأمهات العاملات: دور مزدوج في المجتمع

By

تضع الأمومة على المرأة مسؤولية تربية طفل، ودورها كأم يؤدي إلى تغيير الطريقة التي ينظر إليها المجتمع وخصوصًا في مكان عملها. إذ يتطلب منها أن تأخذ عدد أكبر من الإجازات، الأمر الذي قد يعرّض وظيفتها للخطر. الإمرأة العاملة تكون محظوظة إذا كانت قادرة على تحقيق التوازن بين منزلها وعملها، الأمر الذي يحفزّها على تقديم الأفضل لعملها وعائلتها. والمرأة هي القادرة على تربية وتطوير عضوًا مفيدًا في المجتمع، وفي الوقت نفسه تحقق الإستقلال المادي لنفسها. جنبًا إلى جنب مع الأمومة، يضيف العمل اكتمال كيان امرأة.

يمكن تعريف الأم العاملة كالإمرأة التي لديها القدرة على الجمع بين مهنتها ومسؤوليتها لتربية طفلها. وفي هذا الإطار، يمكن تقسيم الأم العاملة إلى فئتين: الأم التي تعمل لوظيفتها من بيتها، والمرأة التي تعمل خارج المنزل وتدير مهام الأسرة.

إن عدد الأسر حيث كلا الوالدين يعملان تتزايد بشكل كبير، وإنه أمر مهم لتطوير الأطفال ووحدة الأسرة أنّ الآباء والأمهات قادرين على المشاركة في تنشئة الأطفال في وقت مبكر. إلا أنه في معظم الأحيان تؤثر مسؤوليات الأسرة على الحياة العملية للنساء، في حين نلاحظ أنّ دخل الرجل وحده لا يكفي.

في البلدان الآسيوية، وفي العديد من العائلات المشتركة نجد أن الأجداد وغيرهم من أفراد الأسرة يساعدون في الإهتمام بالأطفال عندما تكون الأم في العمل، وبالتالي دعمهم للأم العاملة يُعطيها تأثيرًا إيجابيًا لتكون قادرة على أداء دورها المزدوج بكفاءة.

احتمالات التوتر تكون عادة عالية عند الأم العاملة وربما قد يظهر ذلك في طريقة التواصل في المنزل، فهي غالبًا تغضب بسبب امور بسيطة وذلك لكثرة الضغط عليها وبسبب التعب المستمر.

تسرّع النساء المتزوجات إلى العمل تعمل ضد التفكير التقليدي أن على المرأة أن تختار بين الأسرة والمهنة، حيث أنه قام بعض المراقبين بوصف الإمرأة العاملة بأنها أنانية، غير طبيعية وخطيرة على أطفالها والمجتمع. إلا أنه وعلى الرغم من اختلاف وجهات النظر لا تزال المرأة تعمل وتحقق ذاتها في مهنتها سواء كانت أم لطفل أو لم تكن، وهذا الأمر هو ما يحقق استقلاليتها المادية والوجدانية على حد سواء.

من جهةٍ أخرى، وبسبب الظروف المعيشية التي تمر بها معظم بلدان العالم حاليًا، أصبح المدخول الإضافي للأسرة الذي تقدمه المرأة عبر وظيفتها أساسيًا من أجل تأمين احتياجات العائلة ويخفف الضغوط من أجل الحصول على حياة مريحة نسبيًا.

ولكن يبقى السؤال، هل تستطيع الأم العاملة الإنصاف بين عملها وأمومتها؟ تختلف الإجابات من نعم إلى لا، إلا أنه في أكثر الأحيان، لا يكمن الجواب في قدرة المراة أو كفاءتها بقدر ما هو بحسب نظام الدعم لها، من الأسرة والزوج والأصدقاء وغيرهم. إذا كانوا دائمًا يقدمون لها الدعم والمساعدة تصبح الأمور أسهل على الكل وعلى الأم أيضَا.

شاركونا رأيكم

هل أحببت المقال أو لديك تعليق؟

الأخبار الرائجة