يعرف عصرنا بحقبة التطور الفكري والعلمي والتكنولوجي ويشهد تقدم كبير في التكنولوجيا والتي باتت تسيطر على كافة منحنيات حياة الإنسان.
انه عصر العولمة، حيث يسيطر تطور التكنولوجيا والتقدم الإلكتروني والتقني والفكري والعلمي حتى على العلاقة بين الأشخاص، فتؤثر هذه الحياة الحديثة على الزواج بطريق سلبية، بحيث تشهد الأسر اليوم تفكك وضياع العواطف ونقص الحب والمشاعر في خضم مواكبة التطور العلمي ومتطلبات العصر من كافة النواحي وأصبحت العلاقة الزوجية تتأثر بشكل خاص بالعولمة.
نعيش وسط عالم منفتح اجتماعياً على بعض ولقد اختلفت أنماط العيش والمعيشة عن ما كانت مسبقاً وتغيرت الحياة تغييراً جذرياً وأصبحت مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية جزءً لا يتجزأ من حياة الإنسان لذلك أصبحت العلاقات بين الرجل والمرأة علاقات مبنية على الإتفاق المسبق والتراضي والعيش لتأمين متطلبات الحياة بعيداً عن الحب والرومانسية والعاطفة الصادقة.
تلعب متطلبات الحياة اليومية والضغوطات المادية دوراً مهماً في القضاء على الحب والعشق في الزواج، بحيث انه يصبح عنصر ثانوي لبناء العلاقة بالتالي سوف تتفكك مع الوقت، هذا ما نراه بكثرة في مجتمعنا حيث تكثر حالات الطلاق.
أصبح الزواج اليوم يعرف بالشركة الإجتماعية والذي تأسس على شراكة مادية ومصالح مشتركة بعيداً عن الحب والتفاهم والإتفاق المتبادل، بالتأكيد تبقى العديد من أسس الزواج الأساسية موجودة في هذا الزواج ولكنه يفتقر الى أسس أخرى مهمة جداً. كما أصبحت الأمور التي كانت قبل أمور ثانوية اليوم من مكملات الحياة وضرورة العيش والإستمرار مثل كافة الأجهزة الإلكترونية والإنترنت والتلفاز والكمبيوتر المحمول ومواقع التواصل الإجتماعي وأجهزة المنزل الذكية كما يجب أن يكون لكل شخص في المنزل سيارته الخاصة، بالتالي أصبحت أعباء الحياة والمصاريف أكبر بكثير من مدخول الزوج والزوجة، التي أصبحت تعمل لكي تتمكن من مشاركة زوجها بالأعباء.
فتشهد الأسر الحديثة اضمحلال وفقدان للحب والعاطفة بين الزوجين وهذا الأمر يؤثر سلباً على الأولاد وتصبح العلاقة الأسرية مرسخة على الاستهتار واللامبالاة وسوء التصرف وتكون العلاقة ركيكة وضعيفة.
هذا كله بسبب غياب الحب والعاطفة والأحاسيس بين الزوجين التي تؤدي الى هشاشة الزواج وبالتالي لا يمكن أن يصمد أمام ضغوطات ومسؤؤوليات ومتطلبات الحياة العصرية.