تحمل الصداقة الحقيقية الكثير من المعاني الجميلة والحسية وهي تقدم الكثير من المنافع لأفرادها وهي جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان الإجتماعية وضرورية لحياة صحية وجيدة.
فهل من الممكن أن توجد علاقة صداقة حقيقية بين الرجل والمرأة ولا تتخطى الأمر لتصبح علاقة حب؟ هذا السؤال وهذه العلاقة ما زالت غير مرغوبة 100% وغير محبوبة في المجتمع العربي ولكنها بالفعل موجودة.
تبدأ علاقة الصداقة بين الرجل والمرأة خلال المدرسة أو الجامعة أو العمل وتكون هذه العلاقة صادقة وحقيقية ومتزنة ولكن من الممكن أن تتحول الى علاقة حب مع الوقت ومن الممكن أن تبقى صداقة عذرية وهذا الأمر يعود الى أفراد العلاقة ونوعية العلاقة المبنية بينهما.
بالنسبة للحالة الأولى، علاقة الصداقة الحقيقية، تستمر هذه العلاقة على مستوى صداقة متينة وحقيقية وحيث لا توجد أي مشاعر إعجاب وإنجذاب بين الطرفين أو حب مخفي من أحد الطرفين الى الطرف الثاني. في الحقيقة تتطلب هذه الصداقة نضوج عقلي وفكري وروحي ومحبة صافية من قبل الرجل والمرأة لكي تبقى على حالها وتستمر مع الوقت.
أما بالنسبة للحالة الثانية، تحول علاقة الصداقة الى علاقة حب بين الطرفين، فبالتأكيد هذا الحب لم يتم التخطيط له وحيث تقوي المحبة العميقة بينهما وتزدهر بحيث يميل الطرفان الى التخلي عن الصداقة من أجل بناء علاقة حب متينة ومترسخة، فالحب الذي يأتي بعد الصداقة هو علاقة قوية ومتينة لأن الرجل والمرأة يعرفان بعضهما جيداً وعلى علم بكافة التفاصيل التي تتعلق بكل فرد بسبب تشارك كافة مراحل الحياة والصعوبات سوياً.
يوجد خيط رفيع يفصل بين الحب والصداقة وهذا الأمر في يد الطرفين ويجب الإتفاق على العمل على المحافظة على الصداقة على حساب الحب لكي لا يخسرا ما يجمعهما لأن علاقة الحب إذا باءت بالفشل فلن تعود الأمور الى مجاريها مثل السابق وسوف يتدمر كل ما بناه هذين الشخصين لأن أسس ومتطلبات الصداقة تختلف تماماً عن تلك الخاصة بالحب.