وفقاً للدراسات، تبين أن الحكومة الصينية تزور ٤٨٨ مليون تعليق في السنة على وسائل الاعلام الاجتماعية – تقريباً ما يضاهي التغريدات العالمية لشبكة توتير في يوم واحد – في جهد هائل لصرف انتباه مواطنيها عن الاخبار السيئة و المناقشات السياسية الحساسة.
المجموعة وراء هذه التعليقات المزورة معروفة باسم “حزب الخمسين سنت” لأنه معتقد أن الحكومة الصينية تدفع لهم ٥٠ سنت لكل تعليق مزيف يكتب على وسائل الاعلام الاجتماعية.
خلافاً عن المعتقدات الشائعة في الصين، حزب الخمسون سنت يتجنب الدخول في مناقشات تنتقد أو تسخر من حكومات أجنبية. بدلاً من ذلك، يعمل الحزب على صرف انتباه رأي العام عن المواضيع المثيرة للجدل من خلال تسليط الضوء على الحكومة بطريقة إيجابية و بالهتاف للدولة.
إن نظرنا إلى هذا الخبر بموضوعية، فيمكن أن نفكر أنه من المنطق جداً أن تنهي الخلافات بواسطة تغيير الموضوع بدلاً من الدخول في جدالات أكبر.
على الرغم من أنه شاع خبر أن الذين يكتبون التعليقات هم من عامة الشعب، اتّضح الباحثون أن الأشخاص الذين يكتبون التعليقات المزيفة هم أعضاء فاعلون في الحكومة، يعملون في مجال جلب الضرائب، المحاكم، و إدارة الموارد البشرية. و قال الباحثون انهم لم يجدوا دليلاً على أن هؤلاء الأشخاص تلقوا المال مقابل كتابة هذه التعليقات، فربما كتابتها هي جزء من مسؤوليات عملهم اليومي.
تقريباً نصف التعليقات المزيفة الايجابية تظهر على المواقع الالكترونية الحكومية، أمّا التعليقات المتبقية، فتحقن في جميع وسائل الاعلام الاجتماعية الموجودة على شبكة الانترنت في الصين. و قال الباحثون أن هذا يعني واحداً من كل ١٧٨ تعليق على وسائل الاعلام الاجتماعية يتكون من قبل الحكومة الصينية.
التهديد الرئيسي الذي يتخوف منه النظام الصيني في عصرنا الحديث هذا ليس من الهجمات العسكرية من الأعداء و لكن من الانتفاضات التي يمكن أن تتكون من شعبها.
خلاصة هذا الحدث هو أن حزب الخمسون سنت في الصين يفضل صرف انتباه الشعب عن مواضيع ممكن أن تؤدي إلى صراعات. فالسماح بزوال موضوع معين أو تغيير مجراه أسهل بكثير من مواجهة المشكلة و حلّها.