ساهم التطور الثقافي والمعرفي في تبدل التفكير لدى الكثير من المجتمعات. وساهم انتشار الوعي في تغيير نظرة الأشخاص الى الحياة.
ففي العصور القديمة أي قبل الثورة الصناعية وإنفتاح الدول على بعضها البعض، كان هم الاباء والأمهات إيجاد “العريس” أو “العروس” المناسبة لأبنها أو بنتها بغض النظر إذا ما كان هذا الشخص أهلا للزواج وتحمل المسؤولية.
أما في أيامنا هذه، أصبح الزواج يتطلب تفكيرا كبيرا، وتحضيرا مسبقا من قبل الطرفين من أجل التأكد من هذا القرار الحاسم في بدء حياة جديدة مع شريك جديد.
فسن الزواج لم يعد فقط محصورا فقط ما بين سن الثامن عشر والخامس والعشرين، بل على العكس تغير هذا المفهوم خاصة وأن معظم الفتيات يهتمن في أيامنا هذه بالعلم وتحصيل شهادة جامعية والعمل وتكوين الخبرات.
هذه الأمور أثرت على بناء العلاقات والتعارف بين الاشخاص، خاصة وأن الفتاة أصبحت أكثر وعيا وإدراك وتملك كل الخيار في إختيار الشخص الذي تحلم أن تكمل معه حياتها وتبين معه أسرة.
لذلك أجمع الباحثون أن لا عمر محددا للزواج، بل على العكس فإن الإقدام على هذه الخطوة يأتي تبعا لظروف الشخص وإمكانياته في خوض هذه المغامرة وبناء اسرة جديدة. من هنا، نرى أن الشاب في أيامنا هذه يبدأ بالتفكير بالإرتباط جديا عندما يتأكد أنه أصبح قادرا على تحمل مسؤولية شخص يشاركه تفاصيل حياته، والأهم من كل ذلك أنه يملك دخلا ثابتا يجعله قادرا على فتح منزل وتحمل مصاريف الحياة الزوجية.
أما من ناحية الفتاة فهي تصبح قادرة على الزواج عندما تعي أنها أصبحت مؤهلة لتحمل المسوؤليات التي تتطلبها الحياة الزوجية وتكوين اسرة.
لذا، وبصفة عامة فإن العمر المناسب لزواج الفتاة يتراوح من سن الثانية والعشرون حتى الثامنة والعشرون، بينما يكمن العمر المناسب لزواج الشاب ما بين السادسة والعشرون والثانية والثلاثون. وكل ذلك يرتبط بظروف الحياة والمستوى الإجتماعي التي يعيشها الثنائي.
لذلك اليكم هذه النصيحة، لا تستعجلوا للزواج في سنّ مبكر بل فكروا في إستغلال كل فرصة تأتيكم من هذه الحياة لأنها لن تتكرر مرة الثانية. فالزواج يتطلب رضى وقناعة وليس حبا فقط!