أثبتت دراسة جديدة أُجريت في فنلندا، أنّ أحد أكثر أشكال السكتة الدماغية فتكاً أصبح نادر الحدوث على نحو متزايد مع انخفاض عدد المدخنين. إذ خلال الفترة الماضية التي حدث فيها انخفاض في أعداد المدخنين، نتج عنه إنخفاض حاد في عدد الأشخاص الذين يعانون من نزف تحت الأم العنكبوتية (في المنطقة الواقعة بين الغشاء العنكبوتي أو الأم العنكبوتية والأم الحنون) وهي الطبقة الرقيقة المحيطة بالدماغ، وهذا النزف يمكن أن يحدث بشكل عفوي نتيجة لفتق يحدث في شريان محتقن داخل الدماغ.
وتعتبر هذه الإكتشافات بمثابة حافز للمدخنين والسلطات الإتحادية الفنلندية لمواصلة فرض القيود اللازمة بغية الحد من انتشار التدخين. كما أظهرت الدراسة الفنلندية حدوث انخفاض في عدد المدخنين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 سنة بنسبة 30% في فنلندا. في حين انخفضت حالات السكتة الدماغية القاتلة بنسبة 45% خلال هذه الفترة لدى النساء (تحت عمر 50 عاما) و38% لدى الرجال (تحت الـ50 عاماً). إضافة إلى ذلك، هنالك انخفاض في حالات الإصابة بالسكتة الدماغية عند النساء فوق الـ 50 عاما، و26% بين الرجال فوق الـ 50 عاماً.
ومن الجدير بالذكر، أنّ حوالي 30% ممن يعانون من نزف ما تحت الأم العنكبوتية يموتون قبيل وصولهم إلى المستشفى، كما يتوفى أكثر من 25% في غضون 24 ساعة ويموت 40% من الناجين في غضون أسبوع.
وفي هذا الإطار، أشار العلماء إلى أنّه من المرجح أن يكون لسياسات الحد من التدخين في فنلندا دور أساسي في هذا الإنخفاض. إذ خفضّت الحكومة الفنلندية في السنوات الأخيرة عدد المدخنين من خلال سلسلة حملات تتعلق بالصحة العامة والقوانين المتخذة ضد بيع الدخان واستخدامه في الأماكن العامة.
واعتبر البروفيسور جاكو كابريو، من جامعة هانسكي، أنّ: “النتائج التي نُشرت في المجلة الدورية لعلم الأعصاب هي نتائج غير عادية في ما يتعلق بالحد من أمراض القلب والأوعية الدموية بين السكان بسرعة كبيرة خلال هذا الوقت القصير”، مضيفاً:” على الرغم من صعوبة إثبات وجود علاقة مباشرة بين الأمرين في الدراسات المطروحة، ولكن يُرجح أن تكون سياسات الحد من التدخين المتبعة في فنلندا ساهمت في انخفاض حالات الإصابة بهذا النوع من النزيف الدماغي الحاد”.
ويوجد نوعان من السكتة الدماغية: نقص التروية بالدم والنزيف الدموي. ويتجلى نقص التروية بانسداد في أحد الأوعية الدموية يمنع الدم من الوصول إلى جزء من الدماغ. وتحدث السكتات الدماغية النزفية عندما تنفجر الأوعية الدموية، فيتكون إشباع وفائض من الدم في جزء معين من الدماغ، بينما تحرم مناطق أخرى من التغذية المناسبة.
ومن أهم عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية: التقدم في العمر وارتفاع ضغط الدم والتدخين والسمنة ونمط الحياة، بالإضافة إلى مرض السكري والرجفان الأذيني والتاريخ العائلي فيما يتعلق بالسكتات الدماغية سابقاً.