تختلف عادات الأعراس وتتنوّع بحسب الثقافات، بعض هذه العادات تجمع عليه معظم الدول والبعض قد يبدو غريبًا للبعض. وعلى الرغم من أنّ الإنفتاح الثقافي في العالم جعل من مختلف التقاليد أن تنتشر وتصبح معروفة عند معظم البلدان إلا أنه تبقى هناك بعض الأفكار التي تُطبق مخفية.
الحناء:
ترافق الزفاف المغربي طقوس الحناء والتي تعتبر جزءًا أساسيًّا من الطقوس الإحتفالية، إذ أنها تتجاوز حدود تجميل أيدي وأرجل النساء لتأخذ بعدًا سحريًّا تضيع أصوله الأولى في ليل التاريخ. لقد خلقت الحناء في حياة الناس جملة من الطقوس والتقاليد السحرية التي تعيدهم إلى الماضي المليء بالحضارة والثقافة المغربية. ويظهر الحضور القوي للحناء في المغرب خصوصًا عند النساء وهو مرتبط عضويًّا باستمرار تداول القيم الرمزية، لتجعلها نوعًا من القداسة في الثقافة الشعبية.
حنة “المزوارة”:
ومن العادات الأخرى المرتبطة بالحناء والزفاف في المغرب حفلٌ يُسمى بـ “حنة مزوارة”، أي عندما تجمع أسرة العروس الحناء من عند سبع نساء أخريات، وتخلطه بالماء ليغطي جسم العروس قبل ليلة زفافها بيوم أو يومين، ويعتقد المحليون أنّ في ذلك من شأنه أن يزيل عن العروس كل عمل سحري قد يلجأ إليه خصومها لمنع زواجها. ويُطلق لقب “المزوارة”على المرأة التي تتزوج للمرة الأولى، وهي التي تُكلف بالبدء بوضع الحناء على جسم العروس تيمنًا وبركة، ثم تتكلف “الحناية” بوضع الباقي. وخلال وضع الحناء للعروس تغني النساء بعض الأغاني التراثية الشعبية التي يحفظنها للمناسبة.
العمارية:
يُطلق في المغرب اسم “العمارية” على عادة حمل العروس في ليلة زفافها فوق هودج والرقص بها وهي فوقه، ثم الطواف المتحرك بها على إيقاع راقص. لا شكّ أن هذه العادة قديمة وتعود إلى الطقوس الدينية التي كان يمارسها المحليون ما قبل دخول الدين الإسلامي، ولها رموز مختلفة لم يعد يعرفها حتى السكان الأصليين اليوم.
وكان يمارس العمارية قديمًا أثرياء البوادي باعتبارها إعطاء قيمة للعروس أمام أهل العريس على الرغم من اختلافها بين منطقة وأخرى وبين قرية وأخرى. وكان الناس يضعون العمارية فوق ظهر الفرس التي تحمل العروس؛ لاعتقادهم في أنّ ذلك يجلب لزوجة المستقبل مولودًا ذكرًا من حملها الأول. وكانت العمارية في أحواز طنجة تُصنع من قبل العريس، ومن أشجار الزيتون، في حين في فاس فقد كان هودج العروس ينقل إلى منزل العريس من طرف الأشخاص الذين يمتهنون نقل الأموات فوق النعوش.
كسر البيضة:
تعمد “الحناية” في بعض المناطق المغربية تعمد قبل وضع الحناء إلى كسر بيضة على رأس العروس أملاً في أن تكون المرأة مخصبة وكثيرة النسل، وبعد أن تكون العروس في كامل زينتها توقد الشموع وتطلق البخور الطيبة التي تبطل مفعول السحر الأسود (وفقًا للمعتقدات)، يبدأ حفل الحناء وتُهدي والدة العروس الحناية قالب من الحلويات ونقود تقدمها إليها أيضًا النساء المدعوات للحفل.