يعتبر المسك من الأطياب التي تُستخدم في الطبخ والحلويات إلا أنّ القليل من الناس الذين يعرفون فوائده الصحية على جسم الإنسان، إذ أنه يُستخدم في الأدوية والوصفات الصحية لتقوية عمل القلب والتخفيف من الآلام.
يتكون المسك من غدة كيسية في بطن نوع من الظباء يسمى “غزال المسك”، وتتواجد هذه الغدة بقرب الفتحة القلفية للذكر وفي هذه الأكياس يفرز الغزال مسكه. علميًا، يُسمى غزال المسك بـ Moschus moschi ferus ، وهو غزال يبلغ طوله حوالي المتر ويبلغ ارتفاعه من عند الأكتاف نصف المتر، أما شعره فهو بني رمادي اللون كما أنه طويل وخشن وسهل الكسر.
يسكن غزال المسك في جبال الهمالايا، إذ إنه يُفضّل المناطص العالية، وتمتد مساكنه إلى مناطق أخرى كالتيبيت وسيبيريا وشمال غرب الصين وأواسط آسيا.
من جهةٍ أخرى، أنثى الغزال البري هي المصدر الوحيد للمسك الأسود وتعتبر كنز في عالم العطور والتجميل، إذ يُراقب صيادون متخصصون انثى الغزال لفترة طويلة حتى يتأكدوا من سلامتها الصحية. ويصطاد الصيادون أنثى الغزال البري في فصل معيّن من السنة، ويستخرجون من صرتها المسك الأسود الذي هو عبارة عن كتلة متجمدة من الدم.
كيف يحصلون على المسك من غزال المسك؟
يقتل الصيادون غزال المسك الذكر أولًا ثم يفصلون هذا الكيس، أو الغدة، فصلًا كاملًا ويجففوها في الشمس أو على الصخور أو من الممكن أيضًا أن يغطسوها في زيت ساخن جدًا.
هناك طريقة أخرى وللحصول على المسك الأسود دون صيد غزال المسك وقتله، ولكنها تتطلب جهدًا أكبر لأن الغزال يشعر بحكة شديدة في الكيس عند امتلائه، ويقوم بإزالته عم جسمه بين الصخور، ويبدو الكيس ظاهرًا حيث يقوم الخبراء بالتقاطه.
وكما ذكرنا سابقًا، فإنّ لون هذا الكيس هو أسود وهو باهظ خصوصًا أنه يُستخدم في العطور بعد خلطه مع بعض المواد.
المحتويات الكيميائية للمسك:
يحتوي المسك على نحو 1.4% زيت طيار لونه أسود إلى بني، أما المركب الرئيسي الذي تعود إليه الرائحة الجميلة والعطرة التي نعرفها جميعًا فهي تُسمّى بالـ “مسكون” (Muskone).
بالإصافة إلى ذلك، يحتوي المسك على هرمونات استيروليه أهمها مسكوبايريدين (Muskcopyridine) وكذلك قلويدات وانزيمات. ولكن إذا تمّ تناول المسك الطبيعي بكميات قليلة لا تزيد على 100 مللتر فإن له تأثيرًا منبهاً للجهاز العصبي مثله مثل الكافيين الموجود في القهوة والشاي. إلا أنّه من غير المفيد تناول كمية كبيرة منه بسبب التأثيرات العكسية التي يسببها، وقد تؤدي إلى الهبوط العام والخمول.
ومن الجدير بالذكر، أنّ المسك الصناعي لا يوجد لديه أي فوائد صحية ولا أي تأثيرات إيجابية أو سلبية.
ويُستخدم المسك في صناعات الأدوية، لأنه يعمل على تقوية خفقات القلب ويساعد على محاربة السموم في الأمعاء. كما يُستعمل في الأدوية المقوية للعين إذ أنه يجلو بياضها وينشف رطوبتها.
بالإضافة إلى ذلك، يكافح المسك آلام الرأس والظهر والرقبة، ويساعد على الوقاية من الزكام والبرد.