كولمار، أحد المدن السياحية الشهيرة بمنازلها الخشبية وقنواتها المائية المحاطة بأحواض الزهور الملونة، ومن أشهر ما يميز كولمار تلك الشبكة الكبيرة من الجسور والقنوات التي تعبر فوق نهر “اللاش”، لذلك أطلقوا عليها اسم” فينيسيا الصغيرة” أو ” la Petite Venise” بالفرنسية نظراً للشبه الكبير بينها وبين مدينة البندقية أو فينيسيا الإيطالية، كما تنتشر في كولمار العديد من الأبنية التاريخية من كنائس ومتاحف ونوافير.
كولمار هي المدينة الفرنسية التي تلهم كل من يعشق التاريخ، لاكتشاف نمط الحياة في منطقة الألزاس اللطيفة، وذلك لكونها آخر مدينة في فرنسا تمّ الإفراج عنها بعد الحرب العالمية الثانية 1945.
مدينة كولمار هي ثالث أكبر مدينة في منطقة الألزاس في شمال شرقي فرنسا، وتقع على طريق النبيذ الألزاسي وتعتبر عاصمة النبيذ في منظقة الألزاس. كولمار لديها مناخاً مشمساً وهي واحدة من أكثر المدن جفافاً في فرنسا، مما يجعلها مثالية لتركّز النبيذ.
تستضيف كولمار كل عام أكبر حدثاً تجارياً سنوياً، وأكبر مهرجان في الألزاس، وفيها العديد من الحدائق والمنتجعات الترفيهية، كما أنشئ فيها عام 1991المركز الثقافي الياباني الذي يضم عدداً من الكتب والمواد المطبوعة في اليابان.
تمتد كولمار بمسافة 64 كيلومتر إلى الجنوب والجنوب الغربي من ستراسبورغ، حيث تطل على أحد روافد نهر إلينوي ال1ي يقع مباشرة إلى الشرق من جبال الفوج ومتصلاً بنهر الراين في الجانب الشرقي من القناة.
يحتوي الجزء القديم من المدينة على العديد من مناطق الجذب، وهو كبير يمكن التجول بداخله سيراً على الأقدام . كما يُعدّ بيت فيستر الخشبي واحداً من أجمل المقاصد في المدينة، فهو يعود إلى القرن السادس عشر، ومحاط بلوحات جدارية كبيرة. أما الكنائس فهي الأشهر والأجمل فيها، ففيها كنيستا الدومينيكان الشهيرة، وسانت مارتن المصنوعة بشكل كامل من الحجر الوردي. ويمكن أيضاً زيارة متحف “Unterlinden” الواقع في دير القرون الوسطى، وفيه معروضات مميزة من اللوحات والآثار المنزلية كالأثاث والسجاد والفضيات.
قبل التفكير بالعودة يمكنك القيام بالعديد من النشاطات الحيوية كشراء الملابس الجميلة، والهدايا التذكارية التي غالباً ما تكون مصنوعات تقليدية فخارية تأخذ أشكالاً وألواناً عدة كالأزرق والأخضر، وهي مزينة بزخارف اللقالق والزهور، إضافة إلى أنّه يمكن التجول في شوارع كولمار القديمة لاكتشاف محلاتها التجارية وتذوق وجبات من المطبخ الألزاسي المنتشر في كل مكان.
من أقل ما يمكن أن توصف به هذه المدينة القديمة بأنها “جميلة ومذهلة”؛ فلا تزال تحتفظ برونقها وجمالها كمدينة كلاسيكية قديمة، ويكفي أن تتجول في شوارعها القديمة وبين المحلات التجارية والمطاعم التي تقدم أطباق مطبخ منطقة الإلزاس، وستكتشف أنّ عامل الزمن لم يؤثر فيها، بل على العكس زادها قيمة وجمالاً.