هذه التغيرات في الدماغ يمكن أن تدوم لمدة سنتين بعد الولادة على الأقل!
وفقا لدراسة جديدة أجريت، يسبب الحمل تغيرات في دماغ المرأة التي تحولها لتكون أكثر قدرة على رعاية طفلها.
هذه الدراسة الجديدة هي الأولى من نوعها التي تظهر أن الحمل والولادة ينطويان على تغييرات تستمر لفترات طويلة، لا تقل عن سنتين من بعد الولادة، في بنية دماغ الأم. لفترة طويلة كان من المعروف أن الحمل يسبب تحولات هرمونية وكيميائية في جميع أنحاء الجسم، ولكن حتى الآن تأثيره على الدماغ ظل إلى حد كبير لغزا.
عندما قارن الباحثون فحوصات الامهات قبل وبعد الولادة، لاحظوا انخفاضا في المادة الرمادية في مناطق الدماغ المرتبطة بالادراك الاجتماعي، والتي تخص القدرة على إدراك ما يفعله الآخرون، ما يفكرون به، وما يشعرون. هذه الظاهرة لم توجد عند الآباء الجدد.
هذا الانخفاض في المادة الرمادية قد يعكس “تشذيب متشابك”، حيث يتم التخلص من الوصلات الدماغية الضعيفة (أو نقاط الاشتباك العصبي) لإفساح المجال للمزيد من الشبكات المتخصصة الفعالة.
هذا النوع من التقليم يحدث أيضا خلال فترة المراهقة. في المراهقين، تعتبرعادة عملية أساسية لتحسيت الاتصالات بالشبكات الوظيفية، وهذا أمر حاسم بالنسبة للنمو الصحي، العاطفي، والاجتماعي.
للامهات الجديدة، أظهرت المزيد من الاختبارات التصويرية أن مناطق الدماغ التي خسرت المادة الرمادية تتداخل مع تلك التي “أضيئت” عندما شاهدت النساء صورا لاطفالهن. ما زالت هذه التغييرات واضحة في الصور التي اتخذت بعد عامين من الولادة، وهذه كانت النقطة المتابعة النهائية في هذه الدراسة المثيرة للاهتمام.
كانت التغييرات متميزة للغاية بحيث الصور الدماغية وحدها كانت كافية لتكشف، مع موثوقية عالية وكبيرة، ما إذا كانت المرأة حاملا أم لا. أيضاً، استطاع الأطباء أن يتنبؤوا مستوى تعلق وحب الأمهات المرفق مع أطفالهن بعد أن يلدنهم.
بالإضافة، لم تجد الدراسة أي فرق في الصور الدماغية للنساء اللواتي تلقين علاجات الخصوبة وأولئك اللواتي أصبحن حاملا من دون أي مساعدة.