يُعتبر الزواج بالنسبة لكثير من الناس العلاقة الأهم في حياتهم ومصدر سعادتهم،
حتى أنّ بعض الدراسات أثبتت أنّ هناك أشخاص يعيشون لسنوات أكثر بسبب الزواج.
ويقول روبين سيمون، أشتاذ علم النفس والباحث في جامعة ويك فورست: “إنّ صحة المتزوجين هي غالباً أفضل من صحة الأشخاص الذين لم يتزوجوا، حتى أنّ المتزوجين أقل عُرضة للأمراض من غيرهم”. في حين تُشير ديبرا أمبرسون، أستاذة علم الإجتماع في جامعة تكساس إلى أنّ ميزة الزواج في السعادة والصحة والرفاهية بدأت تقل خصوصاً مع انتشار ترتيبات معيشية مختلفة بعد الإنفتاح الإجتماعي في معظم الدول وأصبح للأفراد حرية العيش مع من يريدون خارج إطار الزواج.
من أهم وقائع الزواج التي وثّقها علماء الإجتماع هي أنّ لشهر العسل نهاية، ونسبة السعادة المُنتجة في بدايات الزواج تنخفض مع السنوات، ومن المفيد للأزواج أن يعرفوا أنه من الطبيعي أن يكون هناك صعوداً وهبوطاً مع مرور الوقت في نوعية العلاقة، فلا يمكن الحفاظ على أعلى المستويات دائماً.
وتضيف سيمون: “يجب على الثناثي أيضاً إعطاء الكثير من الاهتمام لبعضهما البعض قبل أن يتزوجوا”، مشيرةً إلى أنه “يجب على الناس ألا تأخذ هذا الأمر مفروغاً منه، بل من المهم الحفاظ على هذه العلاقة عبر العمل والتفاهم والحوار، إضافة إلى التواجد الحقيقي والدعم العاطفي”.
وفي هذا الإطار، اعتبر سيمون أنه “إذا كان شريك حياتك ينتقدك باستمرار وكثير الطلبات، فهذه خطوط حمراء لا يجب التغاضي عنها لأنها كفيلة بتدمير مفهوم الزواج السعيد”. مأكدةً أنه على الرغم من كل المشاكل والإختلافات إلا أنّ الزواج أثبت فعاليته في حياة الأفراد وهو مفيد للصحة أيضاً”.
الوعي والعقلانية في الكلمات والأفعال، والسلوك والإحترام يضمن حياة سعيدة ويصبح لدى زواجك فرصة كبيرة في النجاح. ففي النهاية، الزواج مبني على هذا الأساس، مبني على النجاح. وعلى الرغم من أننا كثيراً ما نقول أن الزواج الناجح هو تراكم الأشياء البسيطة والجميلة، وأن الزواج الناجح من السهل فهمه، إلا أنّ هذا الأمر حقيقي إن كان الطرفين يقومان بالكثير من أجل بعضهما البعض لجعل العلاقة متنوعة ومثمرة.
من جهةٍ أخرى، الزواج لا يساعد البالغين فحسب بل له دوراً هاماً في حياة الأطفال، فالأولاد الذين يعيشون في عائلات سليمة يكملون تحصيلهم العلمي بشكل أفضل ويظهرون مشاكل سلوكية أقل. كما يتمتعون بصحة بدنية وعاطفية جيدة وهم الأقرب نسبياً إلى الإستقرار المادي.
لسوء الحظ، على الرغم من كل فوائد الزواج، تواصل معدلات الزواج بالإنخفاض إذ وصلت إلى مستوى تاريخي على الإطلاق، فقد انخفض معدل الزواج نحو 50% منذ 1960. وفقا لدراسة حكومية في المعاشرة، من خطر الطلاق هو أعلى خصيصا للنساء اللواتي التعايش قبل الزواج.