يبدو أنّ الضجّة السابقة بالماراثون الدرامي لعام 2017 حول انحسار الأعمال العربيّة المشتركة لصالح الدراما المحليّة فقد كانت مجرّد تحليلات شخصيّة تم استنادها إلى قلّة الأعمال، رغم الظاهرة الجماهيريّة التي أحدثها مسلسل “الهيبة”.
أمّا هذا العام، تخوض الدراما العربيّة المشتركة المنافسة بقوة عبر أربعة مسلسلات وهي “الهيبة العودة”، “طريق”، “تانغو” و”جوليا” ، والتي تحقّق نسب مشاهدة عالية في الوطن العربي. على الرغم من الملاحظات وعلامات الاستفهام التي تدور حول بعض هذه الأعمال، ما يؤشّر أنّ هذه الدراما لم تعد مجرّد موضة قابلة للإنحسار، فقد تمكنت من النجاح ومنافسة أهم المسلسلات العربية الضخمة وحتى انها تصدرت المشهد الدارمي الخليجي ، بحسب إحصاءات محركات البحث على الإنترنت وشبكات التلفزيون.
تانغو
يعتبر مسلسل تانغو مفاجأة الماراثون الرمضاني بامتياز. مع بداية عرضه في أول الموسم، لم يكن يُتوقّع منه الكثير. فهذا المسلسل، الذي يلعب بطولته باسل خياط، باسم مغنية، دانا مارديني ودانييلا رحمة، بأوّل تجربة لها، هو مستوحىً من مسلسل أرجنتيني، إلا أنّ صنّاع هذا العمل، الكاتب إياد أبو الشامات والمخرج رامي حنا قد نجحا بالتخلّص من الالتزام بالنسخة الغربية، لتقديم مسلسلاً متكاملاً.
يدور تانغو حول قصّة خيانة، علاقات إنسانيّة متشعبة، قصص مافيا وتجارة مخدرات مخفية، تنتهي بجريمة قتل غامضة تدور فيها الشكوك حول الجميع. على الرغم من أن القصة الرئيسية تتمحور حول الخيانة الزوجيّة، إلا أنّه تم معالجتها لناحية نتائجها المدمّرة، و تتشعّب إلى جريمة.
يحظى مسلسل تانغو بنسبة مشاهدة عالية جداً، لكن في دول الخليج العربي فهو لا يحتل قائمة المسلسلات الأكثر مشاهدة.
الهيبة العودة
لا يحقّق “الهيبة العودة” الضجّة الجماهيريّة الضخمة التي حظي بها الجزء الأوّل “الهيبة” . ذلك يعود لأسبابٍ عدّة، تبدأ بانسحاب بطلته نادين نسيب نجيم، بانعدام التشويق بسبب أحداث تدور في الماضي، حيث يبدو معظمها مفتعلاً لتبرير وجود جزءٍ ثانٍ.
بدت فكرة العودة الى ما سبق الجزء الاول مقبولة لدى شريحة من المشاهدين، بما أن الشخصيّات التي أحبّها الجمهور تكشف عن ماضيها، والخلفيات التي أوصلتها إلى ما هي عليه. إلا أنّ تسلسل الأحداث افتقر لعنصر التشويق وما هو جديد، يحمس المشاهدة على المتابعة، إذ أن الأحداث المعروفة واستبدال الكاتب هوزان عكو بالكاتب باسم السلكا، حرّف الشخصيات عن مسارها، ورغم ذلك، بقي مسلسل الهيبة العودة متربّعا على صدارة قائمة المسلسلات الأكثر مشاهدة بالعالم العربي، خاصةً في الخليج العربي كما تشير الأرقام.
يبدو أنّ أهم عناصر هذا العمل تكمن في أبطاله وشعبيتهم وأدائهم الذي يسدّ العجز الباقي عن إقناع المشاهدين بأحداث جنحت نحو المبالغة.
تابعوا معنا أيضًا هل نجحت نادين نسيب نجيم في “طريق” بعيدًا عن تيم حسن في ماراثون رمضان 2018؟ على الرابط: https://bit.ly/2Jg0ilV
طريق
على الرغم من انطلاقة مسلسل طريق المتأخرة بعد الحلقة الـ13، إلا أنّ هذا العمل لبطليه عابد فهد ونادين نسيب نجيم حافظ على نسبة مشاهدة عالية جدًا منذ الحلقة الأولى. كانت تسير أول 12 حلقة وفق إيقاع رتيب وأحداث بطيئة، فصنّاع العمل كانوا يريدون للمسلسل إيقاعاً تصاعدياً.
على الرغم من ذلك، أخفق صنّاع العمل في تقديم إيقاع تصاعدي، حيث جاءت الحلقات العشرة الأولى تقريبًا خالية من الأحداث المثيرة والحماسية، ليحدث من بعدها انقلاب حقيقي في المسلسل. من جهة ثانية، يفقد مسلسل طريق التشويق والحماس لإنتظار الأحداث والنهاية، لأنه مأخوذ من قصّة للأديب الراحل نجيب محفوظ وحيث يعرف المشاهد أحداثها مسبقاً ، فكان من المفروض أن يبذل صنّاع العمل جهداً إضافياً لشد المشاهدين.
فقد عوّض تصاعد وتيرة الحلقات والجهد المبذول من عابد فهد بشخصية جابر سلطان وتناغمه مع البطلة نادين نجيم التي تؤدي دور المحامية أميرة بو مصلح بكل براعة وعفوية، ثغرات الانطلاقة. وتمكن طريق من أن يتربّع على عرش الماراثون الدرامي 2018 بأعلى نسب مشاهدة في لبنان والخليج العربي.
جوليا
للسنة الثانية على التوالي، تخوض ماغي بو غصن السباق الرمضاني بتجربة الكوميديا في مسلسل “جوليا”، الذي يجمعها بالممثل قيس الشيخ نجيب ، العمل الثاني لهما بعد نجاحهما بمسلسل “يا ريت” قبل سنتين.
يتميّز المسلسل الكوميدي بأنه خفيف، تلعب فيه ماغي بو غصن دور فتاة مهووسة بالتمثيل، حيث تتقمّص الشخصيّات التي تلعب دورها بطريقة مرضية تنعكس على حياتها الشخصية اليومية، ويلعب فيه قيس الشيخ نجيب دور الطبيب النفسي الناجح الذي يعالجها ، تمهيداً إلى قصّة حب بينهما. يؤخذ على هذا العمل أنّه يفتقد لعنصر المفاجأة وأنّ أحداثه متوقّعة كما أنّه يقع في فخ التهريج في بعض الأحيان. يحسب لمسلس جوليا مساحة كوميديّة هادئة بزحمة الأعمال الدرامية الأخرى، إلا أنّ ما يطرح علامات استفهام حوله هو صوابية ماغي بالاتجاه لعمل كوميدي بمنافسة غير متساوية مع صنّاع الكوميديا بمصر وسوريا.
يحتل جوليا المركز الثالث بلبنان ، بحسب شركات الإحصاءات على المسلسلات العربية المشتركة ، لكنه لا يحظى بمثل هذه النسبة بدول الخليج العربي.