مقهى يديره أشخاص مضطربون ذهنيًا

By

يحاول صاحب مقهى في كازاخستان تغيير الصورة السائدة عن المضطربين ذهنياً، إذ أنه يوظف نحو 40 عاملاً من هذه الفئة، لجعلهم أكثر قدرة على الإنخراط في الحياة العملية، وبالتالي الإنخراط في المجتمع ككل.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة من قبل السلطات في كازاخستان من أجل تحسين حياة الأشخاص المعوقين، ما زالت النظرة الإجتماعية إليهم سلبية، كما أنّ السلطات في كازاخستان كانت تضعهم في مشفى يشبه السجن قديمًا ولا تقوم بمداواتهم وعلاجهم بالطريقة المناسبة. وحتى الآن، ما زال أكثر من 700 شخص يعانون من الإضطراب الذهني، معظمهم لا يشكلون أي خطر على المجتمع، بل هم قادرين على العمل أيضاً، ولكنهم مسجونون في مستشفيات خاصة في العاصمة الماتي.

وفي هذا الإطار، تأكد الإحصاءات الرسمية أنّ 3 في المئة فقط من المعوقين في البلاد يعملون، مع العلم أنّ عدد الأشخاص المسجلين على القوائم الرسمية الذبن يعانون من اضطرابات ذهنية مزمنة يبلغ عددهم 200 ألف، في بلدٍ يبلغ عدد سكانه 17 مليوناً.

ويحظى هذا المقهى بدعم مالي من منظمة “أوبن سوسايتي” غير الحكومية، ومقرها في نيويورك. وفي إشارة على أنّ السلطات تولي اهتماماً كبيراً للمشاريع المماثلة، زارت وزيرة الصحة تمارة دوسينوفا المقهى في تشرين الثاني الماضي، وأثتت على جهود العاملين، وأكدّت على دعمها الكامل كي ينخرط هؤلاء الفئة في سوق العمل والحصول على كافة الإمتيازات التي يحصل عليها المواطن العادي.

من جهةٍ أخرى، وقعت كازاخستان العام الماضي على إتفاقية الأمم المتحدة حول حقوق المعوقين، وسجلت مبادرات حكومية تدل على تغيير واضح في التعاطي الرسمي مع هذه القضية. وفي العام 2014، صوّر مخرج من العاصمة الماتي أول فيلم كازاخستاني، مستوحياً من مسرحية “هاملت” لوليام شكسبير، ومسنداً دور البطولة إلى رجل يعاني من شلل عصبي.

وفي محاولة لتشجيع هذه المبادرات، أطلقت كازاخستان حملة ترويجية للألعاب البارالمبية (ألعاب أولمبية لذوي الإحتياجات الخاصة)، فيما كانت تسعى لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية في العام 2022، لكنها لم تفلح في مسعاها وذهب الإمتياز إلى الصين.

وفي شباط الماضي، أعلنت الحكومة أنّ أكثر من أربعة آلاف و400 شخص من ذوي الإحتياجات الخاصة عثروا على عمل في العام 2015.

ومن الجدير بالذكر أنّ انخراط هذه الفئة في المجتمع أكثر يساعد على أن تعيش حياة طبيعية ويرفع من نسبة شفائها أحيانًا أو على الأقل اقترابها من أرض الواقع، خصوصًا أنّه في حالة الإضطرابات الذهانية يكون هناك اضطراب في مسار التفكير وتسلسله ومحتواه؛ وتظهر الأوهام والتوهمات والتي هي أفكار خاطئة راسخة لا تتماشى مع الخلفية الثقافية والإجتماعية للفرد. وأنواع الإضطرابات الذهنية كثيرة، وأهمها هو مرض الفصام والذي ينقسم لعدة أقسام، وهنالك الهوس الدوري أيضاً، وهو مرض ذهاني رئيسي في المقام الأول، وحتى في حالات الإكتئاب الشديد يمكن أن يتطور ويكون به أعراض ذهانية.

شاركونا رأيكم

هل أحببت المقال أو لديك تعليق؟

الأخبار الرائجة