يبدأ المسلسل التلفزيوني “بحضور جمهور حقيقي أثناء التصوير” بالمشهد المشهور لولد وأخته في سن المراهقة جالسين على تلك الأريكة ويسمع صوت والدهم يقول “أبنائي، سوف أقص عليكم قصة رائعه – قصة كيف قابلت أمكم”.. ومن هنا يبدأ الإبداع.
بعد المضي قدماً في الحلقات يتبادر للذهن سؤال يفرض نفسه وإيحاء للمشاهد بأن الجميع يود أن يعرف من هي أمهم من كل تلك النساء التي يقابلها البطل في المسلسل، حتى أن الممثل الذي لعب دور “تيد” كان يقول أن أكثر ما يسأله الناس في الحقيقة هو من ستكون هي أمهم بالنهاية، ويبدو جلياً من أول حلقة في المسلسل أن الجمهور ومع أنه متشوق لمعرفة من ستكون زوجة “تيد” المستقبلية، إلا أنه بدا جلياً من جانب المخرجين والمؤلفين أن المسلسل لن يصرح عن ذلك سواء في آخر جزء..
لكن هناك حلقة مميزة نوعاً ما كانت وكأنها موجهة لهؤلاء المتشوقين لمعرفة زوجة “تيد” المستقبلية. حيث كانت هناك حلقة بالجزء الثاني من المسلسل، حيث كان أبطال المسلسل “تيد، مارشال، ليلي، روبن وبارني” عليهم حضور جنازة ما ومضطرين لذلك في يوم مهم بالنسبة لهم وهو يوم الأحد والموافق لمباراة نهائية لدورة رياضية مهمه. وكان مشاهدة ذلك الحدث أحد أهم الفاعليات التي يقومون بها سوياً كل سنة، فقام “تيد” بإختراع حيلة للحفاظ على تلك العادة في تلك السنة، ألا وهي أنه قبل أن يذهبوا لحضور الجنازة سيقومون بضبط جهاز الفيديو لتسجيل المباراة حتى عودتهم. ولن يحاولوا معرفة النتيجة قبل أن يجتمعوا في اليوم التالي لمشاهدة المباراة سوياً للحفاظ على عادتهم. ولكن بطبيعة الحال وبسبب ضخامة الحدث الرياضي كان من المستحيل على أياً منهم ألا يعرف النتيجة بطريقة ما او بأخرى مجبراً وبطريقة حمقاء لكل منهم.
ولكن أوعظوا مشاهدي البرنامج ألا يهتموا بمعرفة زوجة “تيد” المستقبلية حيث أن تيد قال الحلقة لأولادة “لا أتذكر من الذي ربح في تلك المباراة، انا حتى لا أتذكر من الفرق التي كانت تلعب في تلك المباراة. ولكن ما أتذكرة بوضوح أننا شربنا البيرة وأكلنا أجنحة الدجاج وشاهدنا المباراة” مع أنهم كانوا يعرفون النتيجة. وبنهاية الحلقة قال “لأنه في بعض الأحيان، حتى وإن عرفت كيف سينتهي أمر ما، لا يعنى ذلك أن لا تتمتع بتلك الرحلة” وهو ما يعد بطريقة ما رد على سؤال من هي الأم حيث أنه بطريقة غير مباشرة قال للمشاهدين “لا يهم من هي الأم قدر ما يهم أن تتمتعوا برحلة البحث عنها”.