كانت مجموعة من الأطفال البالغين من العمر بين العشرة والإثني عشر سنة يلعبون في ساحة الحي بين المباني والبيوت في وضح النهار. كان يوم دافئ من شهر أيار في احد الولايات الأميريكية، وكان الأطفال يستمتعون بيوم العطلة.
كانت سارا وأختها ماري يلعبن على الدراجة حول باقي الأطفال اللذين التهوا بلعب لعب الغميضة والركض وغيرها من اللعب التي لا تتضمن أي من الأدوات او اللعب الملموسة.
وبينما كانت سارا تقوم بجولة أخيرة قبل بدل الأدوار مع أختها ، ظهر رجل يلبس ثياباً سوداء يضع على رأسه قبعة سوداء وملامح وجهه غير مخبأة. اقترب من سارا وحملها على كتفه مثلما كأنها سجادة وذهب خلف المباني حيث لم يعد للأخرين إمكانية رؤيته. في البداية لم يفهم أحد من الأصدقاء من هو هذا الرجل ولماذا أخذ صديقتهم.
ظن مايكل، أحد الصبيان اللذين كانو يلعبون معهم ، ان هذا الرجل أحد أقرباء سارا وماري. ولكن قبل اختفاء الرجل، رائ مايكل ان ملامح وجه سارا مقلقة وأنه خائفة جداً. لذلك ركض وراءهما، وتأكد من أن صديقته خائفة جداً. كان الرجل أسرع منه فلم ينجح في اللحاق به. بدلاً من ذلك ركض مايكل الى بيت أهل الفتاة ولكن لسوء حظه لم يكونوا في المنزل. ركض الى بيت جارهم المجاور وأخبرهم ابتفاصيل ما حصل واستعجلهم للحاق بالخاطف.
قام العم جون وزوجته وركضوا الى السيارة لمزيد من السرعة. ذهبوا بالاتجاهات التي ذكرها مايكل وحاولوا ان يحزروا باقي التوجيهات. كانت زوجة جون في هذا الوقت قد اتصلت بالشرطة وأخبرتهم بتفاصيل كل ما حصل.
بعد حوالي ال15 دقيقة، لم ينجح جون ومايكل بإيجاد الخاطف. ولكن قامت الشرطة برسم صورة تشبيهية للخاطف بحسب وصف الطفل مايكل، وبعد 25 دقيقة من حصولة على وصف دقيق عن ملامحه، نجحت الشرطة على تحديد هويته.
كان الرجل يدعى ميلارد وليس لديه أي صلة بالفتاة أبداً. بعد تحديد مكان اقامته وسأل المقيمين في حيّه وفي الحيّ الذي كان الأطفال يلعبو فيه تم رسم خريطة الطريق التي اتبعها هذا الرجل من بعد خطف سارا ، مما ساعدهم على تكهّن الأماكن التي يمكن ان يكون قد ذهب اليهم.
بعد انتشار العديد من الوحدات ، نجحت الشرطة بمساعدة مايكل البالغ من العمر 11 عاماً ، على إيجاد الخاطف وسارا. لم يظن الخاطف ان الأطفال قد يتحركوا بهذه السرعة وينجحوا في إيجاد صديقتهم.
تم القبض على الخاطف ووضعه بالسجن بتهمة الخطف وتخويف الأطفال.
أما في ما يخص الأسباب، فاعترف الخاطف بأنه كان يحاول ابتزاز أهل سارا لبيع أحد أراضيهم التي أراد رجل غامض أن يشتريها ، وعندما رفض الأهل القيام بذلك ، طلب من ميلارد تخويف العائلة من خلال خطف والمس بأهم ما لديهم.
في نهاية المطاف ، دخلت العصابة المخططة كلها الى السجن ، وبات الأطفال جميعهم بأمان. ولكن بعد مرور بضعة أيام ، قامت سارا بالاتصال بصديقها مايكل وقالت له ، “شكراً يا مايكل ، لولا اندفاعك وشجاعتك ، لما عدت الى بيتي سالمة. انت صديق حقيقي!”
قدمت الشرطة وسام شجاعة لهذا الطفل كي يكون مثالاً لباقي أصدقائه والأطفال في هذا المجتمع ، كي يساهموا في التبليغ عن الحالات الخارجة عن المألوف. وكانت هذه الخبرة قد شجعت الكثيرين من الأطفال والكبار على القيام بذلك ، مما أدى الى ردع وتقليل نسبة الخطف والسرقة في هذا الحيّ خاصة.