في أيامنا هذه تبدلت معالم وجوه الصداقة وباتت الخيانة تنتشر في علاقاتنا اليومية. فالخيانة باتت أمرعادي نواجهه في حياتنا بشكلٍ مستمر، وأصبح على الإنسان التعايش والتأقلم معه. غير أن أوجه الخيانة عديدة جداً، تختلف حسب نوعية العلاقات وتغير الحالة الموجودة من حولنا، لكن في النهاية الخيانة تبقى خيانة، تلك التي تجرحك وتحطمك، وبسببها ينعدم الوفاء والصدق والأمانة. مما لا شك به أنه أمرٌ صعب جداً، لكن هل أنت قادرٌ على تخطي هذه الخيانة والغفران لصديقٍ خل بهذه الثقة؟ موقع “إلا” سيطلعك عبر هذه المقالة عن بعض وجهات النظر حول طعم الخيانة:
- هناك من يعتقد أن لكل خائنٍ عقاب، كلٌ حسب الموقف طبعاً وهو يستحق ذلك. لكن إذا أتى الأمر إلى خيانة الصديق، فيجب النظر بالأمر والتروي بأخذ القرارات العشوائية، فالصديق لا يمكنك التخلي عنه بسهولة نظراً لما يشكله من أهمية في حياتك. بالتالي: هو أخ، حبيب وإنسان قريب وعزيز إلى قلبك، شاركت معه أفراحك وأحزانك، ويستحق المسامحة. فمن منا بلا خطيئة؟ ومن منا لا يتصرف بتهور أو بسوء؟ وبالإضافة إلى ذلك، ليس بالضرورة أن يكون الصديق الخائن إنسان سيئ، لكن مما لا شك به أنه ضعيف. يمكن الغفران له طبعاً، لكن يجب الحذر منه فيما بعد لأن السبب الأساسي وراء خيانة الصديق عادةً ما تكون الغيرة. لذا فاعلموا أن العلاقة بالصديق لا يمكنها أن ترجع إلى ما كانت عليه مسبقاً كما وأن الخيانة لا تعني قطع العلاقة أيضاً.
- من الجانب الأخر ، كلنا نتفق على فكرة أن للخيانة مذاق مر، وبالأخص إذا نتج عن صديق. ففي هذه الحالة يكون تأثيره السلبي أكبر. كما وأنه من المعروف أن للخيانة أوجه عديدة، منها ما يبان بالكذب، إخفاء الحقيقة، التعدي على حقوق الأخرين والإستغلال. غير أن أصعب الأوجه منها هي عندما تشعر أن صديقك قد باعك وتناسى كل الذكريات الجميلة التي عشتوها سوياً. لذا البعض يعتقد أن في حال حدوث نوعٌ من الخيانة، ربماً قد يقوموا على مسامحتهم لكنهم لا يستطيعوا أن يعودوا إلى ما كانوا عليه من قبل، لإعتقادهم أن الخيانة مثل الرمح في الصدر، يلوث العلاقة يهدم الثقة، ومتى ما خنت مرة أنت قابلٌ على تكرار الخيانة.
في النهاية، الخيانة تترك جرحاً في القلب لن تنساه أبداً خاصةً إذا نتج عن صديق ائتمنت له بأسرارك وخصوصياتك . وممما لا شك به أن هذا المرض بات موجوداً في جميع المجتمعات اليوم ، إنه وباء ينتشر بسرعة. البعد يعتقد أن هذه المشكلات تتفاقم لضعف الثقافات الدينية، والبعض الأخر يعتقد أنها نتيجة عن ضعف الثقافات الإجتماعية والأخلاقيات.
برأينا مهما كان سبب انتشارها، يجب وضع حد لهذه الظاهرة، لأنه متى ما خنت صديقاً ، إنكسر جبل الألفة والمحبة، وإن سامحته، لن ترجع بتاتاً إلى ما كنت عليه مسبقاً معه. ما رأيكم؟