القرابة بين النساء خلقت علاقات حميمية أقوى من أي وقت مضى. إذا قارنا الصداقة بين النساء في عام ١٩٥٠ وأوائل عام ١٩٦٠ إلى اليوم، كانت النساء أكثر حذرا عند مناقشة مشاعرهن العميقة. كونهن نساء عاملات أو زوجات – الخيارين الوحيدين المتاحين للمرأة خلال هذه الفترة الزمنية كانا إمّا أن تبقى الصداقات على مستوى سطحي أو أن عدد قليل من النساء كن على استعداد لتقاسم مشاكلهن وأمنياتهن. بدلا من ذلك، ناقشت النساء غير المتزوجات أحداثهن الغرامية وإمكانيات الزواج، في حين ناقشت النساء المتزوجات وظائف أزواجهن، أحدث الأجهزة الخاصة بهن، وأخبار أطفالهن. في هذه الفترة، المرأة لم تجرؤ على الكشف عن أسرار أسرتها، زواجها الكئيب، المشاكل المالية، ومشاكل أطفالها.
لكن، عندما أصبحت الخيارات متاحة أكثر للمرأة في مكان العمل وحياتها الشخصية، أصبح هناك المزيد من حالات الطلاق، والصداقات النسائية ارتفعت عدداً. التواصل بين النساء ازداد أكثر وأصبحن يصارحن بعضهن البعض حول احتياجاتهن ورغباتهن. وبحلول عام ١٩٩٠، الحميمية المتعلقة بالصداقات النسائية ارتفعت إلى نقطة حيث اعتمدت النساء أصدقائهن النساء في مراحل مختلفة من حياتهن.
حياتنا المعقدة تتطلب العلاقات المتقاربة – انه شيء مريح أن تفشي أسرارك عند امرأة تفهمك وتشعرك بالتقدير. مجموعات من الأصدقاء النساء، في جميع الأعمار، مهمة جداً لأن المرأة تهتم كثيرا بالعلاقات والتواصل مع الآخرين. هذه الدائرة من الأصدقاء المتقاربين شيء مهدئ. ولكن، بعض النساء يقرن أيضا أن هذا المستوى من الالتزام يمكن أن يوضع الصداقة في خطر. إذا أخبرت صديقتك عن مشاعرك الحقيقية في حياتك، إذا أفشيت أسرار تخص علاقات غرامية خارج إطار الزواج أو أسرار تخص إدمانك في التسوق، هناك احتمال أن صديقتك ستنقلب عليك! من المحتمل أيضاً أن صديقتك قد تتعب من الاستماع إليك فتشعر مثقلة، قد تستخدم أسرارك لمصلحتها الشخصية، أو قد تصبح متطلبة للغاية من بعد كل شيء بحت به.
ويبدو الأمر في غاية السخرية حين نعلم كل هذه الاحتمالات، ولكن لا يمكننا أن نقاوم إغراء البوح بأسرارنا في مجتمع تتكاثر فيه مشاكل الأصدقاء والاشاعات الفاضحة. بعد أن نكون قد أخبرنا صديقتنا أكثر مما ينبغي قوله، نكتشف أنها لا توافقنا الرأي فتنسحب وتصبح بعيدة. وهذا هو السبب الذي يجعل من الصعب الوثوق بالأصدقاء!