ينشب العديد من الخلافات البسيطة بين الزوجين، بسبب عدم فهم الطرفين لوجهات نظر بعضهما البعض. من الطبيعي ألا يفهم الرجل طريقة تفكير المراة وما يدور بعقلها والأمر نفسه بالنسبة لها عندما يتعلق بطريقة تفكير شريك الحياة.
أكدت الكثير من الدراسات اختلاف عمل العقل لدى كل من الرجل والمرأة واختلاف طرق فهم الأمور. في الواقع تطور عقل الرجل والمراة بطريقة مختلفة عن بعضهما مما اضطر الى التعامل بأسلوب مختلف لدى معالجة الأمراض النفسية.
يكمل الرجل والمرأة بعضهما ، وتتمتع المرأة بقدرة لا تقل عن قدرات الرجل. يملك الجنسان دماغ ذا قدرات متماثلة ، بالرغم من أن دماغ الرجل أكبر حجمًا بحوالي 10% ويملك أربعة مليارات خلية أكثر من دماغ المرأة.
يكمن السؤال الفعلي ما هي طبيعة إختلاف عقل الرجل عن المرأة؟ هل يمكن استغلال هذه الاختلافات في بنية العقل بهدف تحسين التعليم وعلاج الأمراض النفسية؟
قد تظن المراة أن شريك حياتها قد تغيرت مشاعره تجاهها ، أو العكس صحيح ، فالسبب الأساسي وراء هذا التفكير ، هو أن الرجل يحتاج للتصرف بطبيعته كرجل ، وهي تحتاج للتصرف كمرأة . من الخطأ انكار أحدهما هذا الحق على الآخر ، أو ينكر على الأولاد أن يتصرفوا كأطفال . يحصل كثيرًا أن يعجز الإنسان عن الاستمرار بتمثيل النفاق لفترة طويلة ويعود للتصرف من جديد على طبيعته . لا يفهم الطرف الثاني سبب حدوث هذا الامر فتحدث المشكلة.
أكدت العديد من الدراسات ان اختلاف التفكير والعقلية بين الرجل والمرأة هو من أصل التكوين ولا يمكن علاجه بل يجب التعامل معه بعد فهم كل طرف طرق واساليب ومميزات الطرف الثاني ودوافع سلوكه المبررة وغير المبررة.
مقارنة المرأة الشبكية والرجل الصندوقي
قام أحد الباحثين النفسيين بتشبيه عقل الرجل بمجموعة صناديق منفصلة ومُحكمة الإغلاق ، يوجد صندوق السيارة وصندوق الأهل وصندوق البيت والأولاد والأصدقاء… في حال أراد الرجل أمر ما فهو يذهب للصندوق المخصص له ويركز عليه وفي حين أن يكون بهذا الصندوق فهو لا يرى أي شيء آخر خارجه . عندما ينتهي منه يقوم بإغلاقه ويشرع لفتح صندوق آخر.
يفسر هذا الأسلوب بأن عندما يقوم الرجل يعمل ما فلا يمكنه أن ينشغل بأمر ثاني وبما تحدثه زوجته او ما يقوم به أولاده ، فهو يهتم فقط للعمل الذي يقوم به ولا يكترث على الإطلاق لما يدور من حوله من أمور أخرى مختلفة.
يتمتع عقل الرجل أيضًا بصندوق اللاشيء والذي يمكنه الاختفاء به عقليًا ولا يصنع أي شيء. وقد تم اثبات أن الرجل بإمكانه قضاء عدد من الساعات المتواصلة لا يفعل أي شيء.
بالنسبة لعقل المرأة فهو شيء آخر ، يتمثل بمجموعة من النقاط الشبكية المتصلة والمتقاطعة بنفس الوقت . تكون كل نقطة متصلة بكل النقاط الأخرى كصفحة الروابط على الإنترنت. بالتالي يمكن للمراة أن تطبخ وتتحدث بالهاتف وترضع صغيرها وتشاهد فيلم في الوقت نفسه ، أمور لا يمكن على الرجل القيام بها على الإطلاق.
يمكن أن تنتقل المرأة من حالة لحالة أخرى بسرعة ودقة ، ويبدو هذا الأمر واضح تمامًا في حديثها ، فيمكنها التركيز على العديد من الأمور معا والتحدث عنها كلها . شبكة المرأة المعقدة تعمل دائمًا حتى أثناء النوم.
من المثير للإهتمام أن دماغ المراة يبدي نشاط وحركة لا تنقطع. تبرز المشكلة بين الطرفين بحديث المراة مع زوجها وعدم رده عليها أو قول انه يفعل لا شيء، ولكن في طبيعة الحال ان الأمر طبيعي وهو حقيقته الفعلية.
يفضل الرجل دخول صندوق اللا شيء بحالات الإجهاد والضغط العصبي، بينما تفضل المرأة تفعيل شبكتها فتتحدث في الموضوع. في الواقع، إن الرجل الصندوقي بسيط أما المرأة الشبكية هي مركبة ، احتياجاته محددة وبسيطة وممكنة أما احتياجاتها تتركز بأن يملأ أشياء ويفرغ أخرى.
